قلوب تحت المطر I مدونة ظلال الواقع

 في إحدى القرى الصغيرة، عاش شاب يدعى "أدهم"، كان يتمتع بروح طيبة وقلب نقي. أحب أدهم فتاة تدعى "سارة"، كانت معروفة بجمالها و ذكائها بين سكان القرية. منذ أن كانا طفلين، نشأت بينهما صداقة عميقة، وتطورت مع الأيام لتصبح حبا شديدا.




لكن رغم أن الحب بينهما كان قويا، كانت هناك عقبة كبيرة تقف في طريقهما. سارة تنتمي إلى عائلة ثرية وذات نفوذ، بينما أدهم كان ابن فلاح بسيط يعمل في الحقول لكسب قوت يومه. حاول أدهم كثيرًا أن يثبت نفسه، ليس فقط لعائلة سارة، ولكن لنفسه أيضًا. كان يؤمن أن الحب وحده يمكنه أن ينتصر على كل شيء، لكنه كان مخطئا.

مع مرور الأيام، بدأ والد سارة يشعر بأن الوقت قد حان لتزويج ابنته. تقدم لها الكثير من الرجال الأثرياء، لكن سارة كانت ترفضهم جميعًا، لأنها لم تستطع تخيل حياتها بدون أدهم. ومع ذلك، كان الضغط يتزايد على سارة، وبدأ والدها يهددها بالحرمان من الميراث وطرد أدهم من القرية إن لم توافق على الزواج.

كانت سارة تعيش بين نارين، نار الحب الذي يربطها ب أدهم ونار الواجب العائلي الذي كانت تشعر بأنه يثقل على كاهلها. في النهاية، قررت سارة أن تضحي بحبها من أجل عائلتها. وافقت على الزواج من رجل ثري اختاره والدها، بينما تركت قلبها ينكسر إلى أشلاء. أخبرت أدهم بقرارها في ليلة ممطرة، ولم تستطع حبس دموعها وهي تقول له: "ليس هناك خيار آخر. أنا أحبك، لكنني لا أستطيع تحدي عائلتي".

غادر أدهم القرية بعد تلك الليلة المشؤومة، محطم القلب. عاش بعيدًا لسنوات، يحاول نسيان سارة، لكنه لم يستطع. كل يوم، كان يشعر بأن قلبه يزداد انكسارا، بينما كانت سارة تعيش حياة خالية من الحب في قصر زوجها الثري.

وبعد سنوات من الفراق، علم أدهم أن سارة قد مرضت مرضا شديدا، وأنها تحتضر. قرر العودة إلى القرية ليراها للمرة الأخيرة. وصل إلى منزلها لكي يجدها وحيدة في غرفتها، شاحبة الوجه، لكن عينيها لا تزالان تلمعان بالحب الذي لم يتلاشى أبدًا.

جلست سارة إلى جانب أدهم و همست بصوت ضعيف: "كنت أتمنى أن تكون حياتي معك، لكن القدر لم يكن رحيما بنا." بكى أدهم بجوارها، ممسكا بيدها الباردة، وحين أغمضت عينيها للأبد، شعر بأن قلبه قد توقف معها.

ظل أدهم يعيش في القرية بعد موت سارة، لكنه لم يكن هو نفسه أبدًا. كان الجميع يعرف أن روحه ماتت مع سارة، وأن الحب الذي جمعهما لم يكن يومًا لينتهي، حتى وإن كان القدر قد حال بينهما.



تعليقات